Sixth Sunday-Baptism Sunday- الأحد السادس-التناصير

 blind man

English  /  Arabic

 

 

* أحد التناصير

(كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير - القمص أثناسيوس فهمي جورج)

لقد كان الغرض الرئيسي من الصوم الأربعيني الكبير في عصور كنيستنا الأولي هو تعليم الموعوظين أي المؤمنين الجدد بالمسيح، وتهيئتهم لنوال نعمة المعمودية، وحينما إختفي نظام الموعوظين، بقي المعني الأساسي للصوم الكبير كما هو، فرغم أننا معمدون إلا أننا في أغلب الأحوال نفقد قوة الحياة الجديدة التي سبق فنلناها في جرن المعمودية، ولذلك فإن المنهج الكنسي اليتورجي والفكر التعبدي للكنيسة جعل من فترة الصوم الأربعيني المقدس فرصة رجوع من جديد إلي هذه الحياة الإلهية التي وهبها لنا المسيح ونلناها منه في المعمودية لأننا نسينا قوتها وفاعليتها وقيمتها وسط اهتمامتنا وانشغالنا وسط مشاغل هذا العالم.

وأنجيل قداس الأحد السادس (أحد التناصير) هو إنجيل النور إنجيل المولود أعمي الذي خلق له المسيح البصر من جديد ونجد أن الكنيسة الواعية الملهمة بالروح تضع إنجيل (أحد التناصير) (أحد المولود أعمي) ضمن قراءات الصوم الكبير إذ معروف في طقس الكنيسة أنها في العصور الأولي ربطت بين إنجيل المولود أعمي وبين طقس المعمودية ربطًا شديدًا، ويوجد في سراديب روما التي من القرن الثاني نقوش بالفريسكو لإنجيل المولود أعمي تحت عنوان المعمودية كشرح لعملها السري، كذلك يربط الآباء جميعا بين إنجيل المولود أعمي وطقس المعمودية في عظاتهم مثل القديس أمبروسيوس في المقالة على الأسرار.

ورؤية الله هي هدف رحلة الصوم، والكنيسة تطالبنا بالرؤيا الروحية من خلال إنجيل المولود لأن بنقاوة القلب نعاين الله وهذه هي ثمار الصوم المقدس.

 

* كنت أعمي والآن أبصر

أن تبدأ عيون قلوبنا الروحية تري الله تري إرادته، تري أحكامه وأعماله، عندئذ نثبت نظرنا في المسيح ونسجد له كما فعل المولود اعمي.

وهكذا يقودنا الفكر الليتورجي الكنسي خلال فترة الصوم إلي الأستعداد + التواضع والمحبة وصلاة المخدع.

قبول التجربة لأن السيد المسيح أنتصر لحسابي + المياه الحية التي تشبع النفس التي كل من يشرب منها لا يعطش + حتى نصل إلي رؤية الله بقلب مفتوح ومعاينة المسيح وتجديد البصيرة الروحية ونوال بركات مفاعيل المعمودية وخيراتها ثم مشاركة المسيح في آلامه في أسبوع البصخة.

ويمر أمامنا في هذا الإنجيل، المسيح رب المجد نحن الذين فقدنا البصر الروحي لكي يخلق لنا يخلق لنا قلبا جديدا وعيونا جديدة وبصيرة مستنيرة لنري بها ملكوت الله، ونحن لا يمكننا أن نبصر المسيح ونعرفه حقا إن لم نذهب ونغتسل فيه هو الذي يهب الحياة، لأنه غير ممكن أن نغتسل مرة أخري عن طريق المعمودية -لأننا سبق أن أعتمدنا بأسمه- فاغتسالنا الآن في المسيح انما هو تطهير التوبة والانسحاق كما نردد في ليتورجيات الكنيسة في الصوم (أخطأت أخطأت يا ربي يسوع المسيح أغفر لي لأنه ليس عبد بلا خطية ولا سيد بلا مغفرة).

فالتوبة معمودية ثانية نستعيد بها هبة الحياة الجديدة التي سبق أن اعطاها لنا السيد المسيح في معموديتنا، فنؤهل بالتوبة خلال فترة الصوم لنتذوق فرح قيامته.

ويتضح من عظات القديس كيرلس الأورشليمي للموعوظين وأيضا القديس جيروم أن الصوم الأربعيني كان يخصص ليشرح قانون الإيمان بنوع خاص حتى يقبل بعدها الموعوظين الذين هم "جنود الرب الجدد" بحسب تعبير العلامة ترتليان إلي دخول شركة الكنيسة بالمعمودية فيكونوا من المستنيرين، لذلك خلال الصوم الكبير كان الموعوظ يذهب إلي الكنيسة ليتلقي التعليم استعدادًا للمعمودية ولطقس جحد الشياطين والكنيسة كلها تشترك في الصوم مع الموعوظين الذين يتلقون التعليم لأعدادهم لنوال نعمة المعمودية وهذا ما يؤكده كلا من الشهيد يوستينوس والعلامة ترتليان وأيضا القديس كيرلس الأورشليمي والقديس أغريغريوس النيزنيزي.

 

من أجل هذا كان الفكر الليتورجي والمنهج الكنسي التعبدي وقراءات الكنيسة يعطي اهتماما كبيرا في الصوم الكبير لموضوع تجديد النفس ودعوة الإنسان إلي الله وهو الهدف الذي تبرزه روحانية كنيستنا الأرثوذكسية الشرقية أثناء الصوم الأربعيني.

 

وكما كان الصوم الأربعيني في القديم يعد الموعوظين لنوال نعمة المعمودية هكذا كنيستنا خلال فترة الصوم ترجع كل نفس وتأتي بها عند المعمودية لتدرك النعمة الإلهية.

واليوم في إنجيل الأحد السادس من الصوم الكبير (إنجيل المولود أعمي) في أحد التناصير تبرز لنا الكنيسة أن عطية المعمودية هي عمل إلهي هي ولادة ثانية، هي مسحة داخلية من الروح القدس هي استنارة وخلاص وختم وختان للعهد الجديد وهذه كلها أسماء لاهوتية أطلقها آباء الكنيسة على المعمودية فعكست هذه الأسماء قوتها وفاعليتها.

ونجد أيضًا أن القديس كيرلس السكندري قام بتفسير معجزة المولود أعمي طقسيا وليتورجيا.

 

* وفيما هو مجتاز رأي إنسانا أعمي منذ ولادته

لأن ربنا يسوع المسيح مملوء بالحب للإنسان ومهتم بخلاص النفس، كان يجول يصنع خيرا ولم يتأخر عن أي عمل من أعمال الرحمة، فصنع آية غير عادية حتى إن المولود أعمي شهد وقال بعد أن أبصر: (منذ الدهر لم نسمع أن أحدا فتح عيني مولود أعمي).

لقد أبصر السيد الأعمي فذهب إليه ليخلصه من العمي، أنه يبحث عن الخروف الضال ويفتش عن الدرهم المفقود وينتظر رجوع الأبن الشارد، ويسعي وراء السامرية، ويشفي المخلع، واليوم يخلق البصر من جديد للمولود أعمي (المسيح الخادم).

وهكذا رتبت امنا البيعة الأرثوذكسية في الأحد السادس من الصوم الكبير (أحد المولود أعمي) لكي تنبه أذهاننا بأن المخلص قام بالمعجزة دون أن يطلب منه أحد، أو حتى دون أن يترجاه أحد لقد قرر أن يشفي المولود أعمي، وهذه المعجزة ترينا جموع الأمم التي لم تترجي الله رغم أنهم كانوا خطاة ولكن الله بالطبيعة صالح، بإرادته وحده جاد وأظهر رحمته ناحيتهم، لقد أظلمت عقولهم بظلمة كثيفة جعلتهم غير قادرين على رؤية النور الحقيقي.

 

وهذا ما نراه بوضوح لأن الرجل الذي شفي كان مولودا أعمي فهو لا يعرف ولا يقدر على رؤيته ولكنه بعمل محب البشر حصل على رجاء عظيم، وهذا ما حدث للأمم بالمسيح يسوع.

لقد حدثت هذه المعجزة في يوم السبت آخر أيام الأسبوع لأن الابن الوحيد ربنا يسوع سكن بيننا وأعلن ذاته للكل في نهاية الزمن وآخر الدهور، ما أعظم أعمالك يا رب كلها بحكمة صنعتها.

أنه محب البشر الصالح الذي لا يشاء موت الخاطئ مثل ما يرجع ويحيا الذي يريد أن الجميع يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون، وهكذا تجذب الكنيسة أنظار المؤمنين في الصوم إلي المسيح الذي صام ليقدس صومي ويكمله (صام عنا) الذي أنتصر على جبل التجربة لحسابي ومن أجلي، الذي يتعطف على الخطاة ويقبل الراجعين مع الأبن الضال إلي الأحضان الأبوية، تشد ألحاظ المؤمنين إلي المسيح الذي تعب ومشي وسعي وراء السامرية ليخلصها ويحولها إلي مبشرة وكارزة بعد أن كانت كارثة.

 

واليوم تشد ألحاظ المؤمنين إلي المسيح الخالق المحب الذي خلق أعين للمولود أعمي وأعطاه البصيرة الروحية وما صار المسيح رب المسيح رب المجد إلا عني ليكمل ضعف صومي (صام عنا) وما الخروف الضال إلا أنا وما الدرهم المفقود إلا أنا وما الأبن الضال إلا أنا وما السامرية إلا أنا وما هذا الاعمي إلا أنا، يا لها من كنيسة عظيمة تلك التي رتبت لنا هذه المائدة الدسمة الغنية بالقراءات والألحان والعبادات لتسد جوع الجسد بشبع الروح.

 

* رؤية المسيح

الأنسان بعد أن خلقه الله ليحيا في النور ويري النور سقط بالعصيان وصار في الظلمة أي فقد الأمكانية الداخلية لرؤية نور المسيح نفسه، لذلك يقول المسيح عن نفسه أنه النور الحقيقي الأتي إلي العالم وهذا الأنجيل (المولود أعمي) هو إنجيل نور العالم وإنجيل أبناء النور.

أن عيوننا الروحية قد أصيبت بالعمي فلم تعد تري الله أو تحس به من أجل هذا تجسد المسيح ليشفي عيون البشر الداخلية من العمي (نورا تجلي للأمم) وفي إنجيل المولود أعمي (يو 9) يقدم لنا السيد صورة محسوسة لشفاء عيني الأنسان عموما من العمي، لقد تفل السيد المسيح في التراب كالفخاري العظيم الذي يعيد تشكيلنا من جديد بواسطة يده الألهية البارعة، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. لقد خلق السيد المسيح أعين جديدة فنقل المولود أعمي من ظلمة العمي إلي نور النظر إشارة وتأكيدا للوضع الروحي (النور أضاء في الظلمة) وهو جعل الذي كان بلا عين أصلا منذ ولادته الأولي يبصر.

وهنا يظهر المسيح القادر أن يعطي حواسا جديدة للأنسان، حواسا جديدة على المستوي الجسدي وعلي المستوي الروحي أيضا، ينقلنا من الضعف إلي القوة ومن النقص إلي الكمال ومن الظلمة إلي النور، ومن الضلالة والعبودية إلي حرية مجد أولاد الله.

 

* لكي تظهر أعمال الله فيه

لقد أعاد الرب للمولود أعمي بصيرته.. مظهرا عمله لتظهر أعمال الله فيه، إن الرب الهنا هو الطبيب الذي يشفي طبيعتنا ويصحح حياتنا لكي يظهر قوته الألهية ومن الذي يقدر أن بخلق أعين للمولود أعمي إلا الله الكلمة، لقد قال الرب عن نفسه (لتظهر أعمال الله فيه) وهنا نري أن المسيح رب المجد يتكلم عن نفسه، وعن أعماله.

لأنهم سمعوا أن الله حينما خلق الإنسان أخذ ترابا من الأرض لذلك أيضا صنع المسيح طينا وبالرغم من انه لم يكن محتاجا للمادة عند خلق العينين ولكنه فعل ليعرفنا بذاته أنه هو الخالق منذ البدء لأنه خلق أعين من جديد وكأنه يقول: أن هو الذي أخذت التراب من الأرض وصنعت الإنسان، فلو كان قد قال ذلك لظهر كلامه صعبا على السامعين أن يصدقوه لذلك أراد أن يريهم ذلك بالعمل، فاخذ التراب وخلطه بالتفل فأظهر بذلك مجده المخفي وأظهر ألوهيته.

فلم يكن هينا أن يعتبروه خالقا ولكنه بخلقته للعينين أثبت أنه خالق الكل، خلق العينين بذات الطريقة الأولي التي خلق بها الإنسان.

ولما مانت العين سراج الجسد من أجل هذا نحن نطلب من الرب يسوع خالق الكل أن يهبنا الأعين الروحية المستنيرة والبصيرة الحية كما صنع مع المولود أعمي في هذا اليوم لأنه قادر أن يتمجد في الضعف، لذلك كل الأمور التي حولنا مهما كانت صعبة تجارب، أحزان، بلايا، أمراض، فشل، مضايقات، إضطهادات، لنثق إنها ستؤول لمجد الله..

لقد قال السيد (يجب أن أعمل مادام نهارا)

 

إن عمل المسيح ان يتمم مشيئة الآب السماوي الذي أرسله، لذلك هو يعمل في النهار حيث النور والإيمان والإجتهاد والتوبة.

أن الله يعمل في أبناء النور وفي أبناء النهار، أبناء المعمودية الذين يقبلون الكلمة، فلنقبل الكلمة الموضوعة على المذبح الجسد والدم، ولنقبل كلمة الله التي نسمعها من المنجلية لنسلك في النهار وفي النور لأن الهنا لا يسكن الإ في النور، لأنه هو النور الحقيقي الآتي إلي العالم، كل من يعيش بعيدًا عنه ينطرح في الظلمة الخارجية.

إن الشعب الجالس في الظلمة أبصر نورا، لنبصر النور، ولنعاين النور، ولنعمل أعمال النهار، ولنسير في النور، نور الحياة الجديدة نور الوصية ولا نسلك في ظلمة الخطية القاتلة للنفس، ولا في ليل العدو الشرير.

 

ولنخبر بفضل الذي دعانا من الظلمة إلي نوره العجيب فنكون كمصباح منير في موضع مظلم إلي ان ينفجر نور النهار ويطلع كوكب الصبح في قلوبنا.

فها هو المولود أعمي، ونحن جميعا معه نولد عميان ليس لنا مقدرة على رؤية الله بسبب الفساد الذي دخل طبيعتنا منذ سقوط أبينا آدم ولكن لصلاح الله ومحبته، يتقدم المسيح من نفسه دون ان يطلب منه أحد، ليخلق البصر للمولود أعمي، بل ويعلن أنه ينبغي أن يعمل أعمال الرب لكي تظهر في هذا الرجل قائلا (مادامت في العالم فأنا نور العالم) والطريقة التي شفي بها المسيح رب المجد المولود أعمي تشير إلي طريقة إعطائنا البصر الروحي الذي به نستطيع أن نراه (بنورك يا رب نعاين النور) وهنا المسيح يعلن لنا عن ذاته ويصالحنا مع الله، وفي هذه المعجزة يقدم لنا نفسه شافيا لعين الجسد التي لإنسان مولود أعمي لكنه في ذات الوقت يقدم نفسه للعالم والعميان بحسب الروح وللجالسين في الظلمة وظلال الموت لأن معرفة المسيح هي معرفة النور وكل من يتبعه لا يمشي في الظلمة وتلك هي بركات المعمودية وخيراتها في حياتنا لذلك من تدابير كنيستنا المقدسة أن يقرأ هذا الفصل من إنجيل المولود أعمي في يوم أقتبال نفوس كثيرة لنعمة العماد لكي ندرك أسرار ملكوت الله.

والنور في اللاهوت الارثوذكسي مرتبط صميما بالحب والحق والفرح والحياة والنهار والسلوك بلا ميل ولا عثرة، أننا أبناء نور وأبناء نهار وأبناء قيامة.

 

* بركة سلوام

أن الأغتسال من بركة سلوام إشارة إلي المعمودية بأسم المسيح وقد ذكر الإنجيل أن سلوام تفسيرها أي معناها "مرسل" أي أن الأغتسال من المعمودية هو أغتسال في المسيح أبن الله المرسل من الآب لخلاصنا.

وبدون المعمودية لن تكون لنا الأعين الروحية لكي نري نور الله، وهذا الأنجيل الذي تقرأه الكنيسة يوم أحد التناصير يوم تعميد الداخلين الجدد في الإيمان يجعل تفتيح عيني المولود أعمي مذكرا لكل مسيحي معمد بالنور الذي أعطاه لنا المسيح بتجسده ومجيئه وصليبه وقيامته، وإن الكنيسة تذكرنا في الأحد السادس من الصوم أننا نلنا نور البصر الروحي في المعمودية.

ومجرد الأغتسال من بركة سلوام الذي تفسيره مرسل إشارة تتجه نحو المسيح نفسه مباشرة، أي أن الأغتسال في بركة سلوام سر فاعليته من صميم رسالة المسيح.

وكذلك معروف أنه في عيد المظال هذا الذي صنع فيه المسيح معجزة المولود أعمي كان يعمل فيه طقس تذكار الصخرة (الصخرة كانت المسيح)

(1 كو 10: 4) حيث كان رئيس الكهنة يملئ بنفسه جرة فضية -عوض الصخرة في برية سيناء- من ماء سلوام ويصبها على المذبح، فماء سلوام هو المسيح نفسه الذي يقدس ماء المعمودية لكي يعطينا الحياة والأستنارة والحواس الجديدة التي من فوق فنؤهل لرؤية الملكوت وقبول الأبدية.

وإنجيل قداس المولود أعمى يشرح لنا عمل المسيح في المعمودية بصفته النور والحياة في ماء سلوام، وماء المعمودية هو لنا جميعا ماء سلوام الروحية، ماء المرسل ماء المسيح الماء الحقيقي الحي، الذي يعطي الحياة الجديدة والبصيرة السمائية وموهبة الحياة الجديدة والأستنارة لأنه هو مصدر الحياة ومصدر النور.

فتأخذنا الكنيسة إلي عمق الفكر الليتورجي لكي نراجع حياتنا وقلوبنا من جديد وننظر إلي هدف حياتنا ببصيرة روحية واعية مستنيرة خلال ربيع السنة الروحية في الصوم الكبير.

 

* لنسأل أنفسنا:

هل نحن نتمتع بأشراقة نور المسيح؟

هل نحن نعيش بركات المعمودية؟

لقد أعطانا المسيح أن ننال معرفة الثالوث القدوس الواحد في الجوهر، وأعطانا أن نكون شركاء جسده وإن نجحد الشيطان ومملكته في المعمودية المقدسة.

سلوام صورة المعمودية المقدسة التي بها نصير بنين مخلصين ووارثين ومجددين ولابسين ثياب البر، نتعرف على شخص المسيح الذي يهبنا الولادة الجديدة بالمعمودية لأنه هم المرسل، ولأنه هو الذي يقدس الأسرار، نتعرف عليه في سلوام (جرن المعمودية) سابحا بطريقة غير منظورة فوق سطح مياه المعمودية المقدسة لنغسل التلوث والنجاسة التي في عيون الذهن، وننظر الجمال الألهي بنقاوة ومحبة الصلاح.

لقد أسرع الرجل الأعمي ليغتسل من بركة سلوام الروحية التي نتقابل معها في جرن المعمودية، لقد خلق السيد أعين للمولود أعمي دون أن يطلب، يا للعجب أن مسرة قلبه أن نعيش فيه ونري النور، لقد جاء من أجل الجميع من أجل الضالين والخطاة والمشتتين والعمي ومن أجل الشحاذين والعميان.

أن الكنيسة تأخذنا اليوم في الأسبوع السادس من الصوم الكبير أحد التناصير (المولود أعمي) إلي رؤية المسيح ومعاينة النور الألهي في داخلنا.

 

* المعمودية هي النور والبصيرة

البصيرة الجديدة التي وهبها لنا الله في مياه المعمودية، البصيرة الروحية التي تقبل أعمال الله في الأسرار بلا مجادلة ولا شرشرة، البصيرة الروحية التي بها نستطيع أن نري جيش الملائكة النورانية، ونعيش في شركة الثالوث القدوس وفي شركة السمائيين، فنتأكد أن الذين معنا أكثر من الذين علينا.

تلك البصيرة الروحية التي أخذناها في المعمودية لنستطيع بها أن نقول أننا ناظرين إلي الرب بوجه مكشوف، تلك المعمودية التي أهملناها وحولنا أنظارنا إلي العالم والمشتهيات والأباطيل، ولا نعود نعرف حقيقة ضعفنا.

أن توبتنا هي معموديتنا المتكررة التي نسترد بها بصيرتنا وأستنارتنا لنعرف الطريق التي نسلك فيها.

وكما أن الذين يتعمدون يعانون من الضيق والاضطهاد والآلام، كذلك كل الذين يدعي عليهم أسم ربنا يسوع المسيح أبناء المعمودية يتضايقون ويتعيرون، وهكذا نري في قصة المولود أعمي أنه بعد أن فتح الرب عينيه أصطدم بمقاومات ومحاكمات من الفريسيين ومن رؤساء الكهنة فالشيطان يرصد حركاتنا لأنه عدو الخير وعدو أولاد الله فيهيج من حولنا ويثير الناس ونجد أن الفريسيين الذين شاهدوا المعجزة، أدانوها واحتقروها لأنهم كانوا عميانا بسبب الحقد والكراهية، أما المولود أعمي فقد كشف الرب بصيرته فشهد للحق، ويكفي إنه قال:

أنا أعلم إنني كنت أعمي والأن أبصر

لقد كان هذا الرجل مولود أعمي وأبواه أيضا، والكلمة هذه تتكرر المرة في القراءة الإنجيلية في (أحد التناصير) لقد أبصر مستنيرا بعد ظلام وعتمة طويلة، لكن اليهود أخرجوه خارجا، فوجد المسيح ينظره خارجا وكفاه.

وكل من أستنار وأبصر يسلك في النور بروح القيامة متحدثا عن فضائل ذلك الذي دعانا من الظلمة إلي نوره العجيب، وها قد تركنا كل شيء وتبعناك مع هذا المولود أعمي، لنشهد بعمل الله ونخبركم بكم صنعت بنا ورحمتنا ولسان حالنا أننا ٍلا نعرف شيئا إلا أننا كنا عميان والآن نبصر.

  

  

English

 

 

 Blessed is he who comes in the name of the Lord. Our Lord God, Savior, and King of us all, Jesus Christ, the Living Son of God to whom be glory forever. Amen.

 

John 9:1-41

 

Now as Jesus passed by, He saw a man who was blind from birth. And His disciples asked Him, saying, "Rabbi, who sinned, this man or his parents, that he was born blind?"

 

Jesus answered, "Neither this man nor his parents sinned, but that the works of God should be revealed in him. I must work the works of Him who sent Me while it is day; the night is coming when no one can work. As long as I am in the world, I am the light of the world."

 

When He had said these things, He spat on the ground and made clay with the saliva; and He anointed the eyes of the blind man with the clay. And He said to him, "Go, wash in the pool of Siloam" which is translated, Sent. So he went and washed, and came back seeing.

 

Therefore the neighbors and those who previously had seen that he was blind said, "Is not this he who sat and begged?"

 

Some said, "This is he." Others said, "He is like him."

 

He said, "I am he."

 

Therefore they said to him, "How were your eyes opened?"

 

He answered and said, "A Man called Jesus made clay and anointed my eyes and said to me, "Go to the pool of Siloam and wash.' So I went and washed, and I received sight."

 

Then they said to him, "Where is He?"

 

He said, "I do not know."

 

They brought him who formerly was blind to the Pharisees. Now it was a Sabbath when Jesus made the clay and opened his eyes. Then the Pharisees also asked him again how he had received his sight. He said to them, "He put clay on my eyes, and I washed, and I see."

 

Therefore some of the Pharisees said, "This Man is not from God, because He does not keep the Sabbath."

 

Others said, "How can a man who is a sinner do such signs?" And there was a division among them.

 

They said to the blind man again, "What do you say about Him because He opened your eyes?"

 

He said, "He is a prophet."

 

But the Jews did not believe concerning him, that he had been blind and received his sight, until they called the parents of him who had received his sight. And they asked them, saying, "Is this your son, who you say was born blind? How then does he now see?"

 

His parents answered them and said, "We know that this is our son, and that he was born blind; but by what means he now sees we do not know, or who opened his eyes we do not know. He is of age; ask him. He will speak for himself." His parents said these things because they feared the Jews, for the Jews had agreed already that if anyone confessed that He was Christ, he would be put out of the synagogue. Therefore his parents said, "He is of age; ask him."

 

So they again called the man who was blind, and said to him, "Give God the glory! We know that this Man is a sinner."

 

He answered and said, "Whether He is a sinner or not I do not know. One thing I know: that though I was blind, now I see."

 

Then they said to him again, "What did He do to you? How did He open your eyes?"

 

He answered them, "I told you already, and you did not listen. Why do you want to hear it again? Do you also want to become His disciples?"

 

Then they reviled him and said, "You are His disciple, but we are Moses' disciples. We know that God spoke to Moses; as for this fellow, we do not know where He is from."

 

The man answered and said to them, "Why, this is a marvelous thing, that you do not know where He is from; yet He has opened my eyes! Now we know that God does not hear sinners; but if anyone is a worshiper of God and does His will, He hears him. Since the world began it has been unheard of that anyone opened the eyes of one who was born blind. If this Man were not from God, He could do nothing."

 

They answered and said to him, "You were completely born in sins, and are you teaching us?" And they cast him out.

 

Jesus heard that they had cast him out; and when He had found him, He said to him, "Do you believe in the Son of God?"

 

He answered and said, "Who is He, Lord, that I may believe in Him?"

 

And Jesus said to him, "You have both seen Him and it is He who is talking with you."

 

Then he said, "Lord, I believe!" And he worshiped Him.

 

And Jesus said, "For judgment I have come into this world, that those who do not see may see, and that those who see may be made blind."

 

Then some of the Pharisees who were with Him heard these words, and said to Him, "Are we blind also?"

 

Jesus said to them, "If you were blind, you would have no sin; but now you say, "We see.' Therefore your sin remains.

 

And Glory be to God forever